يا مفارقا ً هل أنساك الدهر ُ..
صبــا ً يــُناديك فطال الفراق ..
بـــِمن ْ السلوى بعدكم ..
ونار ُ النوى أستحالت بيننا أطواق ..
يؤرِقــُني ذكراك ِ أرقا ً...
فتتوقُ نفسي لذلك العناق ...
دانت أمانييي فيك ِ الغمام ُ ..
وسحـــر ُهواك ِ ساقه فأنساق ..
ما برحت العين ُ تقتفي خطوك ِ..
وما كلــّت يوما ً النظر بالآفاق ...
*****
وحيدا ً أصبح ُ وأمسي ليلي
أبغي وصالُك ِ والصدر ُ بالنوى ضاق ..
غاب عني الكرى ...
فغدوت سقيم ُ الروح ..
يـــُقطعُني الشجن ُ والأشواق ..
ياليت أنفاســُكِ تسيـــل ُمع النسيم ..
فتـــُسكــِن َ في نفسي الأشتياق ...
كـُلما أقصتني الهواجــِس ُ عنك ِ...
أدناني شوق ٌ ماله ُ فواق ...
إن لم ترحمي صبا ً مــُعذبا ً..
فالقلب ُ على ذاك العهدِ باق ...
*****
يدنوا طـيفـــُك ِ الحاني ..
فأراك ِ ناظرة ٌ لمـــُرتسمي ..
ذاك مــُرتسم ٌ ما عاد له أنطباق ..
قد خـَفـَـتَ الصوت ُ الأهاب ..
ودنت الكهولة ُ ..ومضى الشباب ..
واراكِ قد نـَـمَــق َ الدمع ُ عينيك ِ..
كما للندى على الزهر ِ إنماق ..
سال على خديك ِ..دمعا ً مــُلتهــِبا ً...
لـــه ُمن المـــُقــلة ِ إنعتاق ...
وصارعت بقايا أنفاســُك ِ الردى ...
وتشابكت الأضلاع ُ ..
فــَبــَثـّت زفرات ُ أنفاســُك ِ المــُلتهــِبه..
فــي الأثـــير رائحة ُ الأحتراق ..
قــد حفــِظ َ الأثيرُ تنهـــُداتــُك ِ..
كمــا يحفــِظ ُ صدى قـُبــُلات ُ العــُشاق ..
كان الحـــُب ُ نديـــمُنا ..
فهــل بعد الود ِ أفتراق ...